فنون وموسيقى مواضيع الساعة

المحاولة الأولى: أول خطواتنا على طريق الإخراج

في واحدة من أجمل الأمسيات التي احتفت بالبدايات، كان لي الشرف أن أشارك بفيلمي القصير “المرأة مخلوق كامل” ضمن أمسية “المحاولة الأولى” التي نظمها مركز الثقافة السينمائية التابع للمركز القومي للسينما، مساء الأربعاء 11 يونيو.

لم تكن هذه الليلة احتفالًا بعرض أول أو بعرض خاص لفيلم بعينه، بل كانت مساحة مفتوحة لمناقشة مجموعة من الأفلام القصيرة التي أخرجها مخرجون يخوضون تجاربهم الأولى في هذا العالم الساحر.

كان هدفي من المشاركة ليس فقط تقديم عملي، بل الانخراط في حوار حيّ مع الجمهور حول مضمون الفيلم وطريقة صناعته، والاستماع إلى آراء نقدية تثري التجربة وتفتح آفاقًا جديدة للتفكير.

عن الفيلم وقصته

فيلم المرأة مخلوق كامل هو أولى تجاربي الإخراجية، كـمشروع تخرج من المدرسة العربية للسينما والتلفزيون، تجربة تعليمية وفنية في آن واحد، تهدف إلى طرح قضية واقعية بأسلوب بسيط ومباشر.

يقدّم العمل قصة ندى، الفتاة التي تتأخر في الزواج وتخوض ثلاث تجارب خطوبة لم تكن مناسبة، فتواجه ضغوط العائلة والمجتمع. تصر على اتخاذ موقف؛ فتكتب كتابًا عنوانه “أحب لقب العانس”، يتصدى للتمييز ضد الفتيات اللواتي يواجهن النقد بسبب تأخّرهن، ويحث المجتمع على عدم الضغط تحت مسوغات التقاليد الاجتماعية .

أردت من خلال السيناريو، الذي كتبته وأخرجته، أن أطرح رسالة صادقة مفادها: للمرأة الحق في اختيار مسار حياة مستقل، لا يفرضه التقاليد أو القوالب المجتمعية.

عن الأمسية

تميّزت الأمسية بحضور لافت، وإدارة راقية للحوار من قبل الناقد الأستاذ أحمد العدلي، الذي أضاء جوانب فنية ونقدية في كل عمل تم عرضه.

تفاعلات الجمهور، وتساؤلاتهم، وتعليقاتهم، كانت غنية ومُلهمة. كان بين الحضور طلاب ومهتمون بالفن والإخراج، وهو ما أضفى على المناقشات طابعًا حيًّا لا يشبه ما نراه عادةً في العروض التقليدية.

ما خرجت به من هذه التجربة

  • الإمكانية ليست حكراً على تخصص معيّن، بل لكل من يملك رغبة صادقة.
  • الفن آدمي قبل أن يكون تجميلياً، وهو أقوى عندما يلامس قضايا حقيقية.
  • النقاش بعد العرض لا يقل أهمية عن العرض ذاته، فهو ما يحوّل العمل الفني إلى تجربة جماعية يتشاركها المخرج مع جمهوره.
  • البدايات تستحق الاحتفاء، لا لأنها كاملة، بل لأنها تفتح أبوابًا جديدة وتدفعنا إلى التطور.

شكر وامتنان

أتقدم بالشكر العميق لإدارة مركز الثقافة السينمائية وجميع العاملين وعلى رأسهم الأستاذة أمل عبدالمجيد مدير المركز والاستاذ أيمن سيد.

وللزملاء المخرجين الذين شاركوني هذه التجربة، ولكل من حضر وساهم في هذا الحوار الحيّ. 

كما أعتز بأن بعض الصحف والمواقع الثقافية والفنية المرموقة مثل ماسبيرو، صدى البلد، والدستور قامت بتغطية الحدث وإبراز أهم لحظاته.

كلمة أخيرة

إنها مجرد “المحاولة الأولى”، والدرس الأساسي لهذه الرحلة هو أن المحاولة لا تنتهي، بل هي بداية لطريق طويل من التجديد والإلهام، مرافقتهم حبّ التغيير وبصيرة الطبيب ومنطق المخرجة.

شكرًا لكم جميعًا، ونراكم قريبًا في محاولة جديدة.

د. سحر عبد العال حامد
طبيبة ومخرجة وسينارست.

شارك المقال إذا أعجبك